مدى - موقع الشاعر محيي الدين الجابري

home poem1 poem2 poem3 poem4 poem5 poem7 Articals



غربة روح

محيي الدين الجابري

ويح دمي لأي شيء يثارحجارة روحي وصوتي غبار
فاجأه الشعر وعنّت له من لغة الشعر قوافٍ نفار
فراح يستعطف قلب المدى ويسأل النوء الذي في المدار
 عن مطر تنبت صحراؤه نخلا وأقمارا وأهلا ودار
 وعن فرات بوح أنفاسه في الضفتين الملح والاخضرار
أوقد تموز به ناره هوى وكانون اصطلاها جمار
حتى إذا ذر رماد الرؤى آذار بين الحلم والانتظار
أضاء نيسان غواياته في قلب آيار بحلو الثمار
دورة حب من صباباتنا فيها وفينا من صباها اغترار
نحن بنوها كلما أتأمت جاءت بنا توأم شوك وغار
 كأنما جلودنا طينة من طينها مخضلة الاسمرار
أعارها الماء تقاطيعه والشمس عادت سلبت ما أعار
 إلا بقايا من طباع الندى تومض في العوسج والجلنار
أو دمعة خجلى أضاء الدجى بها قناديل هوى وادكار
خرساء إما نطقت حدثت عن غربة الروح وبعد المزار
 عن عاشقين التقطا نجمة لموعد لكنما الأفق دار
واشابكت أبعاده وانمحى فيه مسار وتلوى مسار




هَكَذَا طَلَعَ البَدرُ

ألقيت هذه القصيدة في المهرجان الكبير
الذي أقامه اللاجئون العراقيون في معسكر رفحاء في المملكة العربية السعودية بمناسبة المولد النبوي الشريف عام 1412 هـ / 1991 م


لملمي جثتي معي يافصو ل أنما قاتل أنا وقتيل
 لغتي ميتة وعيناي ليل فوضوي ودمعتي قنديل
   غيراني دمي يعنف صمتي فإذا جفت الحروف يسيل
 كيف أغدو مضيع في شفاهي نغمي والهوى اليه دليل
ياهوى أحمد وكيف أقول كل قول في حبه ترتيل
 كرمت أمة طلعت عليها سيدا والزمان عبد ذليل
 ولد الحق فالليالي عروس ضحكات المدى لها أكليل
وعلى الأفق من شفاه الثريا قبلة جن حولها التقبيل
 أنت أطلعت من جراحي وردا  رازقيا به تلوذ الحقول
فأنا شاعر أجرجر قلبا حيثما مالت القوافي يميل

 سيدي إنما اليك اعتذاري أنت تدري أن الليالي غول
 فإذا دمعة تفيض بميلا دك حزنا ففرحتي منديل
إنما قاتلي أخي وابن عمي  سجاني وصوتي مكبل مغلول
شرك كلها المسافات إما  راحل نحو آخر أو نزيل
لست أدري أفي عيون الليالي ضحك من شكايتي أم عويل
شاطيء صرختي تفتح فيه الموت فيه طفلا يروقه التدليل
هل أقول انكسرت والدم ما زال طريا أم انتصرت أقول
سيدي غيمة من الدم  شعبي يستفز الهطول فيها الهطول
طلع البدر من شفاه الصبايا قشرتها خناجر ونصول
طلع البدر غالها من دوي الإنفجارات في العيون الذهول
من يغني معي حزينا يغنــي طلع البدر والمدى مسلول

نحن صرعى وللمنايا إذا ما
ظمئت من دمائنا سلسبيل
ما انكسرنا لكنما هي أيا
م وللشمس طلعة وأفول
كيف ننهار والتي شيدتنا
أمة أحمد اليها رسول
نحن في أعين الرزيات نصل
وعلى نحرها حسام صقيل
كلما تنبح الحكومات فينا
يتمطى على خطانا الصهيل
مهرة كانت الشهادة يسعـ
ـى بخطاها نحو السماء السبيل
كانت الطائرات تعصر أفقا
في مساماته ينام الذبول
والصواريخ تحرث الصمت أرضا
حول أطرافها الحمام يجول
والشظايا على الرصيف ورود  رشقتها كف براها النحول
يا إذاعات لملمي موجة الحزن وقولي إن الصباح جميل
لم يكن في العراق موت ولكن لعبة جرها المزاح الثقيل


سيدي تلك ثورة وسنمضي نحو أخرى مهما الطريق يطول
فإذا صرع الردى لك جيلا سار فوق الردى باسمك جيل
باسمك الرافدان فاضا صلاة ومشى خاشعا اليك النخيل
لم يزل من بقية الأمس فينا يتعالى التكبير والتهليل
وجراحاتنا محاريب نسك شع ضوءا بليلها التنزيل
حملتنا كف الحسين وراحت تسكب النور في خطانا البتول
نحن أبناؤها شفاء الليالي حين يشكو بهن ليل عليل
دمنا نذرنا صببناه جمرا في عيون الزمان فهو كليل
هذه صولة وللغد أخرى سيرى الدهر كيف فيها نصول



تعب سيدي وبين ضلوعي نغم من صبابتي مشلول
حفرت وجهي البراري وكادت تخسف الحلم في عيوني السهول
أسلمتني إلى الدروب دروب ورماني الى الرحيل رحيل
 فأنا غربة تتبع أخرى  و طلول تفضي اليها طلول
وطني حبك العظيم وعمري  حلم رف حوله المستحيل
ياشفيع الأنام هذي ذنوبي كثرت والذي أقول قليل
حبست خطوتي الى الله خوفا عثراتي وانت انت المقيل
لست أدري ماذا جنيت ولكن  أنا أدري أن الرسول كفيل

لكِ اللهُ مِنْ أُمَّةٍ


 
ذراعانِ فجرانِ فوقَ المدَى يمدّانِ نحوَ السماءِ يَدا
أطلاّ على كوكبٍ حائرٍ ولاحا لهُ أفقاً فاهتدى
أطلاّ فبايعتْ الكائناتُ ونادى بها اللهُ ان تسجدا

ذراعانِ نهرانِ يَظْمَى الخُلُودُ فيأتيهما مورداً موردا
وصوتانِ هذا بأذنِ الزمَا نِ دويٌ وهذا بأذنٍ صدى
وروحانِ إلفانِ ياللسماء كيفَ اصطفى الفرقدُ الفرقدا
وكيفَ على أفقٍ واحدٍ تطامنَ نوراهُما سرمدا
فجازتْ الى غدِها أمةٌ مشى الأمسُ فيها يباهي الغدا
ولكنَّها حينَ عزَّ الرشَادُ ضيعتْ الرشدَ والمرشدا
 وآوتْ إلى جرحِها المُسْتَكِـنِّ تحركُ فيهِ الدمَ الأسودا
 فكانتْ على عَهْدِها بالشَتاتِ تمجّدُهُ سيداً أوحدا
تريقُ دماً قانياً للوضوءِ وتنحتُ جمجمةً مسجدا
وترفعُ فوقَ القَنا آيةً أرادَ بها اللهُ ان يعبدا
 وتهشمُ صدراً بأضلاعِهِ يلوذُ من العادياتِ الهدى
لكِ اللهُ من أمةٍ آمنَتْ ولكنَّ طغيانَها ألحدا
 وأطفأَ نوراً بهِ تهتدينَ وأوقدَ للشركِ ما أوقدا
فعادَ هشيماً حصادُ الربيـعِ  بكفيهِ والأمنياتُ سدى
 لكِ اللهُ يا أمة أَتْأَمَتْ  فأنجبتْ العبدَ والسيدا
يُرَمِمُ هذا حطامَ العروشِ وهذا يدكُّ جدارَ الردى
وهذا يشيدُ صروحَ الطغاةِ وهذا يهدُّ الذي شيدا
لكِ اللهُ من أمةٍ جرحُها تعبُّ الى الآن منهُ المدى
يخيطُ لكِ الذلُّ ثوبَ الأما نِ ويرفوُ لك الخوفُ ما قددا
وأنتِ تمدينَ كفاً وهَى بها العزُّ تسترُ عرياً بدا
لأنّكِ قبلَ تمامِ النسيـجِ  أبدلتِ لحمتَه والسدى

تباركتِ من أمةٍ لا تنامُ إلاّ على موعدٍ يفتدى
تقرّبهُ بنجيعِ الدماءِ وتدنيهِ بالظلمِ ان أبعدا
وتخشاهُ يأتي على موعدٍ وحاشاهُ يخلفهُ موعدا
رصَفنا لهُ جمرَ أضلاعِنا دروباً فجازَ بها مفردا
إذا مالَ عن مقصدٍ دربُنا أشارَ لنا يوضحُ المقصدا
على هديِ عينيهِ مدَّ النهارُ جسراً لموعدهِ فاهتدى
غداً حينَ توميءُ كفُّ السماءِ الى رايةِ الحقِّ ان تعقدا
تشعُّ الجراحاتُ مزهوةً ويحفلُ قيدٌ بما قيدا