مدى/ موقع الشاعر محيي الدين الجابري

home poem1 poem2 poem3 poem4 poem5 poem7 Articals



سبحا طويلا من أجل يقطينة الحافة

محيي الدين الجابري

في الخبال الكبير الذي لا يتجاهل

ثمة عربات ومنتهبون /

اجرحني مليا أيها النهار , لأدل عليك /

سأخرب بالصرير سكينتي / واقفز مثل كلمة حمقاء من فم المدينة / قريبا أيتها العربات سيحتفل بنا الظل / وتشحذ لنا الأقاليم التي نجهلها ريحا وعناكب مقصورات في الخيام / نكور لهاثنا وندحرجه على بطن البشاشة الشائخ معنيون بسمكة مراهقة تراقص القمر / معنيون بفم الحوت الكبير على الأرض / معنيون بطبول منشغلة بدماملها / ربما هزجنا في الداخل طويلا (( أيها الحوت أطلقنا )) ربما صفقنا طويلا لزفاف القمر على السمكة / قريبا أيتها العربات سنشهد أقمارا بحراشف وأصداف قريبا ستفتح لنا زعنفة القمر الوليد بوابة المياه / السمكة حبلى / لذلك صكت وجهها بانكسار البراري / سمعت البحر البعيد ينشد مرثاته / والسفائن حلمت بها مطوية بإمعان على رف المرفأ / - (( يابحار ياصديقي / ربما يعرق تحت ابطك المتعب زورقي / أو تنساه في خزانة زوجتك / )) .

هل المنتهبون على الحافة أم خطيئة العشب / يلغط في الريح وهو يستعطفها / - مرحى مرحى أنا أعرفكم / قال الرجل الغريب جاهدا ان يصدق /

- مرحى مرحى / قالت المرأة الشابة وهي تهيأ لسانها /

الشاعر فرك عينيه /

والطفل أومأ إلى الشمس بإصبعين شاي وسكر / ثم تفل على الرمل /

هكذا بدأ الفصل / بالرحيل والريح /

معي من البياض ما يكفي لأكحل الهزيمة / ومعي من البياض ما يكفي لشطب السواحل / اقتربوا / احملوا مظلاتكم / ففي عين السمكة ما يكفي الملكة لتستحم / وليكن الجنرال وصديقته تخت مظلة واحده / سلاما أيها الجنرال وصديقته / أنت تعرفني حتما / أنا الزنجي الجديد / أبدأ باشين / ومعي عين السمكة /

هينا أن يكسرنا الماء / أن تكسرنا الصناديق / لكن معنا ما يكفي من الوردة /

حين أطلقنا الحوت / كانت الحافة يقطينة جرداء / الساحل وشى بنا ,

نحن الخصافون / نهلل للأوراق الكبيرة ونفرش على السناجف بهاء راحاتنا /

نشير بنبوءاتنا الى الأسفار ونذهب بقذى عين السمكة الحواشي /

سيسأل عن البريق أبناؤنا / وهم يهيئون جبة المطر /

سيسألون عن الفلز وعن ضحكة القمر الأرمل /

أبح وأنحسر متعثرا بالضوء / كنت أحب حين كنت جوربا / العرجاء حلمت بي / ومسحت زجاج خيبتها /

وحدي وفكرت أرفع الدال من الدهر ليموء لي /

اشربوني / ولكم أن تروحوا بالجدران على أفواهكم /

قريبا ايها المنتهبون / سيعطسنا الحوت لنحوّف هذه السعة /

سيكون معنا من الحبال ما يكفي لإعدام الوقت /

وسيكون معنا من الوقت ما يكفي لإعداد الحبال /

هناك سنعرف الوردة والسلم / نسرع الى حرائقنا / نعلن زرقتنا فضاءا منتهبا / وبستان يقطين /

هل أنتم على الحافة أم خطيئة العشب / تغفرها الريح لا أفواه لكم تضحكون بها / طالعون من الزرقة تهمسكم القارات / وتفتر مع الطحلب أسمائكم / كونوا خزافين ماهرين . . . وادخلوا العالم / اكنسوا الشمس / لأخدش بكم ظلمتي / يعضدني نهر ما / أفترضه قميصا / وأتيه به على عري يسأل / أهدم جهتي / وأقطر بلازما التاريخ / مأخوذا بدخان تصوته الفضاءات / وبأزقة تدهن خصاصتها بزئبق رديء / حيث يسيل لعاب الحوارات / المتكأ يرعن / ويتحامق المتكئون /

اركضوا بي الى الحافة / نعبر مريء البلد العريض الى العاج / نعق ليونتنا / ونتملق يباس الصحاري / نحن الموهومون ببلورة سكر / لنا أن نعطف على أحلامنا القلق وندعوه شارعا / والخيبة رصيفا غنجا نغازله / لنا أن نعلي الموجة والزبد واعراس الرذاذ / ندخر عتقنا / ونتذكر فراش المواسم /

العائدون نلوح لهم / ونقشر الأسف عن شفاهنا / الرجاء / ملح الهواء الداكن / نفلّي لحية الغياب / ونقول ضفيرة القيامة /

ايتها الرثاثة العجوز / تصابي قليلا أمام عين الجنرال الذي يعرفني / لي أن امسك البهاء برعشتي / صاعدا بفضة ملونة وعصيان احمر / الى أعلى / ولا أزهد بالجنون / وله أن يحدق /

أود أكتب الدخان على الأفق / وأقول مسلتي / العين بالعين م واللسان على اللسان / هكذا نحنط القبل / ونثلم الحافة بالحنين / تلثغنا براءة النهر / ونقفز الى ذاكرة الزقاق الرمادي .

أعذل اليواقيت وأعذل المطر / مهربا ضحكي الى المراعي / وممتحنا بتلفتي / أجيء بدم كاذب على قميصي / أمي تباركني / في حين انه ليس سوى الجنيات / خدشن روحي .