مدى/ موقع الشاعر محيي الدين الجابري
سبحا طويلا من أجل يقطينة الحافة
محيي الدين الجابري
في الخبال الكبير الذي لا يتجاهل
ثمة عربات ومنتهبون /
اجرحني مليا أيها النهار , لأدل عليك /
سأخرب بالصرير سكينتي / واقفز مثل كلمة حمقاء من فم المدينة / قريبا أيتها العربات سيحتفل بنا الظل / وتشحذ لنا الأقاليم التي نجهلها ريحا وعناكب مقصورات في الخيام / نكور لهاثنا وندحرجه على بطن البشاشة الشائخ معنيون بسمكة مراهقة تراقص القمر / معنيون بفم الحوت الكبير على الأرض / معنيون بطبول منشغلة بدماملها / ربما هزجنا في الداخل طويلا (( أيها الحوت أطلقنا )) ربما صفقنا طويلا لزفاف القمر على السمكة / قريبا أيتها العربات سنشهد أقمارا بحراشف وأصداف قريبا ستفتح لنا زعنفة القمر الوليد بوابة المياه / السمكة حبلى / لذلك صكت وجهها بانكسار البراري / سمعت البحر البعيد ينشد مرثاته / والسفائن حلمت بها مطوية بإمعان على رف المرفأ / - (( يابحار ياصديقي / ربما يعرق تحت ابطك المتعب زورقي / أو تنساه في خزانة زوجتك / )) . هل المنتهبون على الحافة أم خطيئة العشب / يلغط في الريح وهو يستعطفها / - مرحى مرحى أنا أعرفكم / قال الرجل الغريب جاهدا ان يصدق /- مرحى مرحى / قالت المرأة الشابة وهي تهيأ لسانها /
الشاعر فرك عينيه /
والطفل أومأ إلى الشمس بإصبعين – شاي وسكر / ثم تفل على الرمل /
هكذا بدأ الفصل / بالرحيل والريح /معي من البياض ما يكفي لأكحل الهزيمة / ومعي من البياض ما يكفي لشطب السواحل / اقتربوا / احملوا مظلاتكم / ففي عين السمكة ما يكفي الملكة لتستحم / وليكن الجنرال وصديقته تخت مظلة واحده / سلاما أيها الجنرال وصديقته / أنت تعرفني حتما / أنا الزنجي الجديد / أبدأ باشين / ومعي عين السمكة /
هينا أن يكسرنا الماء / أن تكسرنا الصناديق / لكن معنا ما يكفي من الوردة /
حين أطلقنا الحوت / كانت الحافة يقطينة جرداء / الساحل وشى بنا ,
نحن الخصافون / نهلل للأوراق الكبيرة ونفرش على السناجف بهاء راحاتنا /
نشير بنبوءاتنا الى الأسفار ونذهب بقذى عين السمكة الحواشي /
سيسأل عن البريق أبناؤنا / وهم يهيئون جبة المطر /
سيسألون عن الفلز وعن ضحكة القمر الأرمل / أبح وأنحسر متعثرا بالضوء / كنت أحب حين كنت جوربا / العرجاء حلمت بي / ومسحت زجاج خيبتها / وحدي وفكرت أرفع الدال من الدهر ليموء لي /اشربوني / ولكم أن تروحوا بالجدران على أفواهكم /
قريبا ايها المنتهبون / سيعطسنا الحوت لنحوّف هذه السعة /
سيكون معنا من الحبال ما يكفي لإعدام الوقت /
وسيكون معنا من الوقت ما يكفي لإعداد الحبال /
هناك سنعرف الوردة والسلم / نسرع الى حرائقنا / نعلن زرقتنا فضاءا منتهبا / وبستان يقطين /
هل أنتم على الحافة أم خطيئة العشب / تغفرها الريح لا أفواه لكم تضحكون بها / طالعون من الزرقة تهمسكم القارات / وتفتر مع الطحلب أسمائكم / كونوا خزافين ماهرين . . . وادخلوا العالم / اكنسوا الشمس / لأخدش بكم ظلمتي / يعضدني نهر ما / أفترضه قميصا / وأتيه به على عري يسأل / أهدم جهتي / وأقطر بلازما التاريخ / مأخوذا بدخان تصوته الفضاءات / وبأزقة تدهن خصاصتها بزئبق رديء / حيث يسيل لعاب الحوارات / المتكأ يرعن / ويتحامق المتكئون /
اركضوا بي الى الحافة / نعبر مريء البلد العريض الى العاج / نعق ليونتنا / ونتملق يباس الصحاري / نحن الموهومون ببلورة سكر / لنا أن نعطف على أحلامنا القلق وندعوه شارعا / والخيبة رصيفا غنجا نغازله / لنا أن نعلي الموجة والزبد واعراس الرذاذ / ندخر عتقنا / ونتذكر فراش المواسم /
العائدون نلوح لهم / ونقشر الأسف عن شفاهنا / الرجاء / ملح الهواء الداكن / نفلّي لحية الغياب / ونقول ضفيرة القيامة /ايتها الرثاثة العجوز / تصابي قليلا أمام عين الجنرال الذي يعرفني / لي أن امسك البهاء برعشتي / صاعدا بفضة ملونة وعصيان احمر / الى أعلى / ولا أزهد بالجنون / وله أن يحدق /
أود أكتب الدخان على الأفق / وأقول مسلتي / العين بالعين م واللسان على اللسان / هكذا نحنط القبل / ونثلم الحافة بالحنين / تلثغنا براءة النهر / ونقفز الى ذاكرة الزقاق الرمادي . أعذل اليواقيت وأعذل المطر / مهربا ضحكي الى المراعي / وممتحنا بتلفتي / أجيء بدم كاذب على قميصي / أمي تباركني / في حين انه ليس سوى الجنيات / خدشن روحي .