مدى / موقع الشاعر محيي الدين الجابري

home poem1 poem2 poem3 poem4 poem5 poem7 Articals



أنا والقصيدة

 

في أي مـمـلكة بعيـــدة        نسيت ملامحها القصيده
وتلمست غير الهوى والحب قافية جديده
حتى إذا سنحت وآنس نافر النغمات عوده
ألفيتني وحدي أحاول دمعة حرى وحيده
حولي نثار من رماد الشعر واللغة العنيده
وحطام أنفاس تشبث بالدخان لتستزيده
وبقية من نابض تحتز نبضته وريده
وهج القصيد أذاب لبته ولم يمسس جليده
والنار في أعماقه ما حركت يوما هموده
أنى له أن يسترد غناءه أو يستعيده
وحياله أفق تكاد رعوده تتلو رعوده
وضجيج غربته رطانة ألسن حمقى بليده
عجماء آذان المنافي كيف يسمعها نشيده

      من أي مـمـلكة بعيـــدة      حملتني قلق القصيدة
يانسمة مرت على وطني فحملها بريده
كيف الفرات وكيف دمعته وضحكته السعيده
هل شاخ مثلي قلبه حزنا وخط الشيب فوده
وأراب مثلي وجهه الطرقات فاتهمت شروده
ياليل ويح نجومك التعبى وخطوتها الوئيدة
أبدا تناسل في مداها فهي والدة وليدة
ياليل غربتنا شراع الصبح جاذبه عموده
حتام تقصي وعده بغد وتستدني وعيده

          من أي مـمـلكة بعيـــدة      هربت وجهي في قصيدة
وبأي أرض غير هذه الأرض خط دمي حدوده
مدن تطاردني وأخرى في شراييني طريدة
ومنازل ما أبدلتني من ثرى وطني لحوده
حشد النخيل بها ذرى تزهو وقامات مديده
لكنها ما أشبهت سعف الفرات ولا جريده
هيهات يحكي طول هجعتها على ذل صموده
وهو الضنين على الخلود إذا تنازعه خلوده


         


في أي مـمـلكة بعيـــدة    خبأت وجهي في قصيدة
وخشيت ممن كان يعرفني وأعرفه جحوده
لله منفى خلته وطنا يقاسمني وجوده
حاورت فيه عظام أسلافي التي أذكت صعيده
وسألتها عن ماجدين فعالهم غرر مجيده
الساجدين وقد أطال الدهر حولهم سجوده
والحامدين وبيض أيديهم لما وهبت حميده













وهممت أسأل عن ( مضيف ) لم جودهم حشوده
ما أعيت الأضياف سادته وإن أعيت عبيده
لكنني أشفقت أسلب جفن راقدهم رقوده
وبسطت في ذاك التراب يدي أستجلي عهوده
فنما إلي حديث طارفه وأخبرني تليده
ورجعت عنه ألم أحلاما ممزقة بديده
ما كان إلا النبع غاض فلم أجد إلا صديده
حسبي ظمئت له زمانا وهو يمنعني وروده
















ووهمته سكنا وصدرا حانيا ويدا ودوده
وصحوت والذكرى على ما جئت شاهدة شهيدة
إني وقد أهدى إلي ربيع أيامي وروده
آليت أبعث في الرماد دخانه وأشم عوده
ظمآن صدقت السراب وكان يكذبني وعوده



تفاحة الندى

كيف أشرقت حلوة في نهاري
يك فعاثا غواية بوقاري
في سمائي كواكبا ودراري
فيك أهلي وكل ركن داري
ضحكي دمعتي دمي قيثاري
عاد عادت لشجوها أوتاري
أمنياتي وأوشكت أشعاري
في المنافي ألمني من نثاري
منه خلفي وبعضه في الجوار
قلقي حيرتي خرابي دماري
ر كؤوسا على شفاه الصحاري
ذاهلات الأشباح في الأسحار

        وعلى الماء هيبة الجبار
ج وهام التيار بالتيار
عن رفيف السنا ولون الغار
هذه فضتي وهذا نضاري
ـه عريانة بغير ستار
والتحفت النجوم قلت إزاري
أزلي من عالم الأسرار
علويا وحسبه من خيار
أن تكوني وسادة الكرار


        ـك أكاليل عزة وفخار
جفن أحلامه شذا الأزهار
كنت فيه تخشين سمع الجدار
أيها الهازئون بالثوار
ل ومن كوة الحساب الجاري
قبل هذا ولستم أهل ثاري
إنما ترحضون بعض العار
ثم دوروا به بكل مدار
ض فقدت جراحها للقرار
فمرايا تناسلت في القفار


         زهو راياتهم بنصر الباري
صار باسم التاريخ عيد انتصار
جلدتي فاهرعوا الى المزمار
منذ ألف ونحن رهن إسار
ر  وندعوكم حماة الدار
ـها ومن غربة وسوء جوار
خير من يحتفي بلثم الغبار

             شق صوتي أضاع شق حواري
نجمتي في بلاهة الإعصار
ـب شفيفا وعن دم الجلنار
ح من دون خيبة وانكسار
آخرا لا يخيب فيه انتظاري

  
آه تفاحة الندى والنار
عسل الأمنيات أربك خديـ
حرثا أرض غربتي وأضاءا
فإذا كل ذرة من تراب
أنت لي نجمتي رؤاي بكائي
رجع لحن من الطفولة إما
وأنا طفلك المدلل شاخت
أنا هذا الذي كبرت عراقا
بعض عمري خلف الحدود وبعض
وأنا أنت كل ما فيك مثلي
أنت ذوب الجراح صفقه النو
وأنا خمرة الرؤى عاقرتني

        كيف أشرقت كان ثمة ماء
قال كوني فشبب الموج بالمو
وتجمعت فكرة بعد أخرى
قال كوني فقلت لبيك ربي
ثم أشفقت أن يراك ملاك الـلـ
فارتديت السماء قلت قميصي
وتخيرت والهوى فيك سرٌ
أن تكوني التراب ينطف نورا
قال كوني وقال حسبك مجدا

         فاخري ما استطعت نور لياليـ
والصباح الغافي بعينيك ندى
لا تخافي فقد تولى زمان
غردي كيف شئت قولي سلاما
أيها الطالعون من رحم الما
لستم من أنار ليل حصاري
أنا شعبان عاركم فارحضوه
أنا شعبان فخركم فاحملوه
خبروا عنه كيف عض على الأر
ثم كانت خنادقا فقبورا

          أيها العاقدون فوق جراحي
طبلوا زمروا فكم من فرار
وإذا ما الجلاد شد لطبل
ليس هذا الذي نرى بجديد
تتهاوى من حولنا عمد الدا
وتضج القباب من وجع فيـ
فإذا ما هوت الى الأرض كنا

             آه تفاحة الندى والنار
مر بي عاصف الرياح فتاهت
ونسيت الكلام عن عسل الحـ
فامنحيني روحا سوى هذه الرو
ربما أستطيع أرقب وعدا





غربة روح
ويح دمي لأي شيء يثار
من لغة الشعر قوافٍ نفار
ويسأل النوء الذي في المدار
نخلا وأقمارا وأهلا ودار
في الضفتين الملح والاخضرار
هوى وكانون اصطلاها جمار
آذار بين الحلم والانتظار
في قلب آيار بحلو الثمار
فيها وفينا من صباها اغترار











جاءت بنا توأم شوك وغار
من طينها مخضلة الاسمرار
والشمس عادت سلبت ما أعار
تومض في العوسج والجلنار
بها قناديل هوى وادكار
عن غربة الروح وبعد المزار
لموعد لكنما الأفق دار
فيه مسار وتلوى مسار

حجارة روحي وصوتي غبار
فاجأه الشعر وعنّت له
فراح يستعطف قلب المدى
عن مطر تنبت صحراؤه
وعن فرات بوح أنفاسه
أوقد تموز به ناره
حتى إذا ذر رماد الرؤى
أضاء نيسان غواياته
دورة حب من صباباتنا











نحن بنوها كلما أتأمت
كأنما جلودنا طينة
أعارها الماء تقاطيعه
إلا بقايا من طباع الندى
أو دمعة خجلى أضاء الدجى
خرساء إما نطقت حدثت
عن عاشقين التقطا نجمة
واشابكت أبعاده وانمحى